بيكهام يخضع لعملية جراحية ناجحة

بيكهام يخضع لعملية جراحية ناجحة

المصدر : الجزيرة الرياضية

صرح جراح فنلندي لرويترز أن العملية الجراحية التي خضع لها ديفيد بيكهام لاعب خط وسط منتخب انجلترا لكرة القدم في وتر العرقوب انتهت اليوم الاثنين وأنها سارت بشكل طيب.

وقال الطبيب سكاري اورافا الذي أجرى الجراحة في احد مستشفيات هلسنكي "كل شيء على ما يرام حتى الآن. العملية سارت بسلاسة وبشكل جيد".

وقال الطبيب لوكالة الأنباء الفرنسية "العملية أُجريت وسارت على ما يرام، لكن يلزمه عدة اشهر ليستعيد عافيته تماماً".

وأكد اورافا "بيكهام لن يستطيع المشاركة في المونديال. هذا الامر واضح اماماً. سيمضي الليلة في فنلندا ويستطيع المغادرة الى إنكلترا او إيطاليا الثلاثاء أو الأربعاء".

كان بيكهام (34 عاما و115 مباراة دولية) يُمني النفس بالمشاركة في نهائيات المونديال من 11 يونيو الى 11 يوليو، وعمل جاهداً من اجل ذلك، وكان انضمامه إلى ميلان من لوس انجلوس غالاكسي الاميركي هو بلوغ هذا الهدف.

ولم يغلق الإيطالي فابيو كابيللو مدرب منتخب إنكلترا الباب نهائياً أمام عودة بيكهام إلى التكشيلة، وتمنى له الشفاء العاجل من أجل المشاركة في تصفيات كأس أوروبا التي تبدأ في الخريف المقبل وتستضيف بولندا وأوكرانيا نهائياتها عام 2012.

لا يمكن لأحد أن يُنكر قيمة النجم الإنجليزي "ديفيد بيكهام"، فهو بالأرقام لاعب غالي الثمن في كل شيء، فتمريراته العرضية لا يشق لها غبار وتسديداته لا يختلف أثنان على خطورتها، وقيادته لأي فريق لا تُقدر بثمن، فهو بحق كما أسمته الملكة إيليزابيث "الفارس" وهذا وسام من المملكة البريطانية مُنح له قبل عدة سنوات لأن أخلاقه تشبه أخلاق فرسان الزمن الجميل..
العالم أجمع علم في كتب الأساطير قيمة فارس ومُحارب مغوار يدعى "إخيليس"، فارس شرس، اصيب في وتر العرقوب فسقط وسقط بعده زملائه، ولم يكملوا المشوار، فهل يا ترى الفارس الإنجليزي "بيكهام" الذي حطمه تمزق في وتر العرقوب سيسقط زملائه في المونديال؟ ربما نعم لعدم وجود قائد فعلي لقافلة الأسود الثلاث.

فتيري خائن كاذب متعجرف، وفرديناند كثير الإصابات، وجيرارد متذبذب المستوى، وواين روني لا يزال فتى طائش رغم نضوجه الكروي داخل المستطيل لكنه لا يزال "عصبياً بداعي وبدون داعي"!!.

بصراحة حديثي ليس عن منتخب إنجلترا، فربما تصدق توقعات الخبراء ويذهب بعيداً إلى نهائي المونديال، وربما بنسبة أكبر يتكرر نفس السيناريو المعتادين عليه: إنجلترا هي المرشح الأول للفوز بلقب كأس العالم 2010، ثم نجد في نهاية المطاف أسوأ فريق في التصفيات - الأرجنتين- يخطف اللقب كما سبق وفعلت البرازيل 2002.

حديثي أكثر عن بيكهام الذي صاحبته ضجة بعد إصابته بتمزق في وتر العرقوب، تشبه تلك الضجة التي حدثت قبل ألاف السنين عندما سقط الفارس المغوار "إخيليس" الذي لا يشبه بيكهام في تمريراته السامة وركلاته القاتلة للحراس لكن في شيء أخر وهو التعامل مع "السيف والدرع والرمح".

سيغيب بيكهام عن نهائيات كأس العالم 2010، النهائيات التي كان يود فيها اللاعب العملاق انهاء مسيرته الكروية فيها بصورة طيبة تترك أثراً إيجابياً عند كل محبي كرة القدم الإنجليزية ومحبيه على وجه الخصوص.
تعددت ردود الأفعال عقب تلقي العالم هذا الخبر، وانتهاء موسمه وعودته بعد 6 أشهر من الآن للملاعب، بطريقة غريبة وكأن ميسي ساحر هذا الزمان هو مَن سيغيب عن النهائيات، ولكن لنكن واقعيين إذا تعرض ميسي لإصابة وهذا شيء وارد في ظل التنافس الشرس الذي يعيشه البرسا على كافة الأصعدة، هل سيبكي الكثيرون على إصابته بهذا الشكل الذي رأيناه مع بيكهام؟ صعب يحدث ذلك، لأن مسيرة الإنجليزي قاربت على النهاية وهذه هي فرصته الدولية الأخيرة في المونديال ففي شهر مايو المقبل سيكمل عامه الـ35، ولا يُمكنه المشاركة سوى في كأس أمم اوروبا 2012 إذا أتاح له كابيللو الفرصة وكذلك في منتخب إنجلترا الأوليمبي في نفس العام بأولومبيات لندن التي كان هو مفتاح نصر إنجلترا فيها على عدة عواصم اوروبية كبيرة كباريس ومدريد، وإذا سألتم أي مواطن إنجليزي، مَن هو صاحب الفضل الأكبر في فوز لندن - بيكهام مواليد هذه المدينة- هل بيكس أم رئيس الوزراء "توني بلير" سيردون فوراً: "بيكهام.. بيكهام"، أتذكر دوره البارز وسفرياته المستمرة عام 2005 من أجل بلاده، فمن المؤكد منحه شارة قيادة إنجلترا في الأوليمبيات، ولما لا وهو صاحب الفضل الأكبر وهذه فرصته الحقيقية لانهاء مسيرته، فالفيفا دائماً يعتبر هذه المناسبة أهم ثاني بطولة كروية بعد كأس العالم، ولكن بالنسبة للعالم هي ليست مهمة بذلك القدر لدرجة أن عدد مشاهديها ليسوا كعدد مشاهدي دوري أبطال اوروبا أو كأس أمم اوروبا مع كامل الإحترام لعشاق الألعاب الأوليمبية لكن هذا واقع بالأرقام.

منذ يوم الأثنين حتى الآن تناولنا معكم في موقعكم الأول للأخبار العالمية "جول.كوم" عدة أخبار تتحدث عن إصابة ديفيد بيكهام، بدأناها بكيف حدثت له الإصابة، ومتى أنطلق بطائرة خاصة من ميلانو إلى فنلندا لإجراء العملية، وكيف شكر زملائه في ميلان ودعم الجماهير له، وتلقيه لإتصالات كثيرة من كريستيانو رونالدو وفابيو كابيللو ومساعده بالديني ثم ريان جيجز وجاري نيفيل، وليلة أمس الأربعاء عاد بيكهام إلى لندن لتعافيه من الإصابة.

أبرز التعليقات أو التصريحات التي رنت في أذني عن ديفيد بيكهام، وجلعتني أشعر حقاً بقيمة لاعب كرة القدم عندما يعطي كل ما لديه رغم كل ما أثير حوله من أضواء وإعلانات وغيرها، ولكن ما يحدث هذه الأيام يوضح للناس من هو بيكهام.
لأول مرة أسمع سيب بلاتر - رئيس الاتحاد الدولي- يتحدث عن إصابة لاعب ويتمنى له الشفاء، هو يتمنى لأي لاعب ذلك، المثير خروجه للإعلام وعلى موقع الفيفا الرسمي ليقول: نتمنى الشفاء لبيكس، وقبله بأيام يقول كابيللو: ننتظرك يا بيكهام في نهائيات يورو 2012.

كل هذا غير طبيعي لكن ما هو غير طبيعي بالمرة تصريح بوبي تشارلتون، الأب الروحي لبيكهام، والذي قال: "من الرائع توديع بيكهام لعشاقه الحقيقيين في أولد ترافورد قبل تعرضه لهذه الإصابة، إذا كانت هذه نهايته الكروية فأنا سعيد لأنه ودع أنصاره وهو على قدميه أمام 70 ألفاً".

ووردتنا تصريحات مؤخراً من الولايات المتحدة الأميركية تحمل المزيد من العواطف والأحاسيس تجاه هذا اللاعب الذي يَحسده الملايين على "الكاريزما والشهرة الواسعة" التي اكتسبها بفضل شخصيته واخلاقه، فلم يستطع الإعلام مسك شيئاً ما عنه، تارة نسمع أشياءاً عن مساعدة زوجته "ريبيكا" لكن يخرج الإعلام ليكذب الأخبار ويؤكد براءته، ومرة أخرى نسمع عن عارضة أزياء مجرية ويثبت عكس ذلك، وغيرها من المشاكل التي لم تنل منه.

سمعنا الدون جاربر رئيس الاتحاد الأميركي لكرة القدم يقول قبل أسبوعين أن بيكهام سُيحدث إثارة تاريخية لم يعهدها كأس العالم بتواجده مع منتخب إنجلترا ضد الولايات المتحدة الأميركية الذي يضم عدة لاعبين رافقوا بيكس في لوس أنجلوس جالاكسي، والآن ضاع كل الكلام بهذه الإصابة ويقول جاربر بعد تلقيه الخبر: "نتمنى له الشفاء العاجل، هذه أنباء مؤسـفة له ولكرة القدم".

وقال مدربه في لوس أنجلوس: "انه موقف عصيب بالنسبة له، أنا متأكد من أنه دُمر الآن، كان رجلاً مهماً بالنسبة لنا، والآن علينا الإنتظار طويلاً حتى يعود لنا مرة أخرى".

الآن لا يُمكنني الاستغراب لماذا بيكهام بهذه الشهرة التي لم يحظ بها أي لاعب إنجليزي أو شمال اوروبي في العصر الحديث، فالوسامة والوجه السينمائي ليست أسباباً مُقنعة بل هي أقرب للأقنعة التي يحاول الحاقدون استخدامها لتشويه صورته.

لا شك سيظل بيكهام علامة مؤثرة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية والبريطانية، فهو اللاعب الإنجليزي الوحيد الذي نال لقب أفضل ثاني لاعب في العالم 1999 و2000 بعد كلٍ من ريفالدو ولويس فيجو -على الترتيب-، وهو اللاعب الإنجليزي الوحيد الذي أحرز هدف في كل مونديال يشارك فيه، 98 كولومبيا، 2002 الأرجنتين و2006 الإكوادور..

شكراً إخيليس لقد كشفت للعالم قيمة بيكهام الكروية كما سبق وكشفت لهم قيمة إخيليس الحربية.
ملحوظة: وتر إخيليس أو إكيليس هو منطقة العرقوب وتم تسميته بهذا الاسم بعد إصابة الفارس الاغريقي الشهير "إخيليس" بسهم في الوتر الموجود أسفل الكعب من أحد الفرسان ويدعى "باريس" في حرب طروادة القريبة من تركيا، ما اسقطه ولم يستطع (إخيليس) المقاومة ليُجهز باريس عليه ويفوز في صارعه وينتقم لأخيه هيكتور.

وتم استخدام هذا المعنى "إخيليس" على منطقة العرقوب في القدم كأحد نقاط ضعف الإنسان والتي يُمكن من خلالها القضاء على أي محارب حتى ولو كان بحجم المحارب الأسطوري "إخيليس".